"عبداللطيف الزيّاني" الأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي
قال الأمين العام لـ"مجلس دول التعاون الخليجي"، "عبد اللطيف الزيّاني"، إن القمّة الخليجيّة الـ35 التي تستضيفها الدوحة الثلاثاء المُقبل، تعقد في ظلّ أوضاع وتحدّيات كثيرة تمرّ بها المنطقة، مُشيراً إلى أن "التحدّيات الأمنيّة" هي أبرز عناوين القمّة، وأن دول المجلس تسعى إلى التكامل الأمني والعسكري، مُنوّهاً بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك "عبدالله بن عبد العزيز" بشأن استضافة الرياض القمّة الاستثنائية الشهر الماضي، التي حققت المُصالحة الخليجيّة، والتي وصفها بـ"مُبادرة خير".
وأكد "الزيّاني" تطلعه إلى نجاح قمّة الدوحة، مُشيراً إلى استمرار تنسيق الأجهزة الأمنيّة الخليجيّة وتعاونها في شأن مُتابعة حجم التهديد الإرهابي وما يتمّ إنجازه لمُكافحته، ونفى أن تكون السوق الخليجيّة المُشتركة والاتحاد الجمركي يُعانيان من التعثر، مُؤكداً أن دول المجلس تسعى للتكامل في مجالات عدّة، وبينها المجال العسكري.
كما لفت إلى أن القمّة ستعزز العمل الخليجي في سبيل المزيد من التعاون والتكامل، مشيراً إلى أن تنفيذ مشروعي "القيادة العسكرية المُوحّدة" و"الشرطة الخليجيّة" سيتمّ بعد مُوافقة القادة، مُشدّداً على موقف دول مجلس التعاون في التعاون الدولي لمُكافحة الإرهاب.
وعن التحديات الأمنية في منطقة الخليج العربي، قال «الزياني»: «الكل يعلم أن التحديات الأمنية كبيرة، ونظرة قادة المجلس لا تركز على جانب واحد من التعاون، وإنما تشمل الميادين كافة، وستنظر القمة إلى العمل الخليجي وإنجازاته خلال عام كامل، وهناك عدد من اللجان الوزاريّة التي تقوم بأعمال في مختلف المجالات، وهي ترفع تقاريرها وتوصياتها، ويتمّ تداولها أثناء القمّة لإصدار القرارات المُناسبة التي تعزز وتعمّق العمل الخليجي المُشترك".
ولفت "الزيّاني" إلى أن التعاون والتنسيق الخليجي لمُكافحة الإرهاب مُستمرّ في مُتابعة حجم التهديد الإرهابي، قائلاً:"الكل يعلم الجهود التي تقوم بها دول المجلس والمُبادرات التي تقدّمها والمُؤتمرات التي تعقدها. وكانت هناك مُبادرة من خادم الحرمين بإنشاء مركز دولي لمُكافحة الإرهاب، وكم كنا نتمنى لو بدأنا بتفعيل المركز قبل 10 أعوام، لكان الوضع مُختلفاً على ما هو عليه، وهذه المُبادرة (دعوة السعوديّة لإنشاء المركز) تعكس إصرار دول المجلس على أن يكون الجهد جهداً دولياً في مُكافحة الإرهاب".
وأضاف "الزيّاني":"نحن نتعامل مع الجميع في تحقيق الاستقرار والسلم في المنطقة، ومكافحة أي تهديد يُؤثر على السلم والأمن الدوليين مشيراً إلى أن "مشروع تشكيل القوّة البحريّة الخليجيّة سيعرض على القادة لأخذ قرار بشأنه".
وقد أكد أمير دولة قطر، الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" في وقت سابق أن "مجلس التعاون الخليجي" هو "البيت الإقليمي الأول"، مُشدّداً على الحرص الدائم على تعزيز العلاقات مع الأشقاء كافة.
وتلقى رئيس دولة الإمارات الشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان" دعوة رسميّة من الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" أمير دولة قطر لحضور القمة الخامسة والثلاثين لقادة وزعماء دول "مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة التي تستضيفها الدوحة يومي التاسع والعاشر من شهر ديسمبر/كانون الأوّل الجاري.
وتسلم الدعوة الشيخ "محمّد بن راشد آل مكتوم" نائب رئيس دولة الإمارات خلال استقباله في دبي "عبدالله بن خليفة العطيّة" وزير الدولة القطري، وجرى خلال اللقاء استعراض التحضيرات الجارية لعقد الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربيّة في العاصمة القطريّة.
وأعلنت دولة الإمارات في وقت سابق أنها ستشارك في القمة الخليجيّة المُقرّرة في الدوحة بعد انفراج في الأزمة الدبلوماسيّة من خلال الاتفاق على عودة سفراء السعوديّة والإمارات والبحرين إلى قطر.
وخلال قمّة خليجيّة استثنائيّة في الرياض قبل ثلاثة أسابيع من قمّة الدوحة، قررت الدول الثلاث إعادة سفراءها إلى قطر.
وأعربت دولة الإمارات في بيان لها عن "سعادتها بنجاح اجتماع الرياض من خلال تغليب وحدة الخليج ومصلحته لصالح المصالح العليا لشعوب المنطقة واستقراراها، ورحّبت بعودة المسيرة الخليجيّة إلى طريقها الصحيح".
واعتبر بيان القمّة الاستثنائيّة أن الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في الرياض "يعد إيذاناً بفتح صفحة جديدة ستكون مرتكزاً قوياً لدفع مسيرة العمل المُشترك والانطلاق نحو كيان خليجي قوي ومُتماسك خاصة في ظلّ الظروف الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة وتتطلب مُضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها".